ارسال الشبه والاسئلة السريعة
تحدیث: ١٤٤٦/١/٩ السیرة الذاتیة کتاب.رساله مقاله.شعر الصور دروس محاضرات أسئلة أخبار الاتصال
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف موضوعي احدث الأسئلة الأسئلة العشوائية أكثر الأسئلة مشاهدة

احدث الأسئلة

الأسئلة العشوائية

أكثر الأسئلة مشاهدة

ما توجيه الحديث الشريف: (والله لو علم ابو ذر مافي قلب سلمان لقتله)؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

سماحة العلامة الاستاذ السيد محمد العلوي دامت بركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دمتم بالعز والهنا
ارفع الى مقامكم العالي السؤال والاستفسار الاتي ونأمل من سماحتكم الاجابة والتوضيح والتوجيه في الفهم

الحديث الوارد في كتاب الكافي الشريف الجزء الأول باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب
الحديث الثاني - عن الصادق صلوات الله عليه قال ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين صلوات الله عليه فقال والله لو علم ابو ذر مافي قلب سلمان لقتله ولقد آخى رسول الله بينهما فما ظنكم بسائر الخلق إن علم العلماء صعب مستصعب لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان فقال وإنما صار سلمان من العلماء لأنه
امرؤ منا أهل البيت فلذلك نسبته إلى العلماء

ما توجيه الحديث الشريف

وما سبب الذي يدفع ابو ذر أن يقتل سلمان المحمدي ويستحل دمه وهما من الصحابة النجباء و المقربين من أهل البيت صلوات الله عليهم
والحديث يتكلم عن خصائص علوم أهل البيت صلوات الله عليهم وعلو منزلة سلمان المحمدي

وكيف نفهمه الحديث بلحاظ أن القتل في الشرع جزاء حد للردة عن الدين أو القصاص للقتل بالمثل أو عقوبة للزاني المحصن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلام عليکم و رحمة الله

هناک مقاطع لسماحة السيد الوالد حفظه الله، يبيّن فيها معانی مختلفة لهذا الحديث الشريف وسنستفيد منها إن شاء الله:

في البحار ، عن البزنطي ، عن أسود بن سعيد ، قال : كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) ، فقال مبتدءاً من غير أن أسأله : نحن حجّة الله ، ونحن باب الله ، ونحن لسان الله ، ونحن وجه الله ، ونحن عين الله في خلقه ، ونحن ولاة أمر الله في عباده.

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : لو أذن لنا أن نعلم الناس حالنا عند الله ومنزلتنا منه لما احتملتم . فقال له في العلم ، فقال : العلم أيسر من ذلك ، إنّ الإمام وكرٌ لإرادة الله عزّ وجلّ لا يشاء إلاّ ما شاء الله.

فما قالوه في معرفتهم إنّما هو ما يتحمّله الملك المقرّب أو النبيّ المرسل أو المؤمن الذي امتحن الله قلبه بالإيمان ، فإنّه من أمرهم الصعب المستصعب ، أمّا ما لا يتحمّل ، فإنّهم لم يخبروا به ، وكان من العلم المخزون ، ومن هذا المنطلق ورد في أخبارهم الشريفة : « نزّلونا عن الربوبية وقولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا » فكلّ ما يقال في فضلهم فإنّه يعدّ صفراً ولا شيء في رحاب كنههم وحقيقتهم فإنّه لا يعلمهم إلاّ الله سبحانه ورسوله كما ورد عن الرسول الأكرم قائلا لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) : « ولا يعرفك إلاّ الله وأنا » وكلّهم نور واحد.

وفي أمالي الصدوق ، بسنده ، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) أ نّه قال : يا أبا بصير ، نحن شجرة العلم ، ونحن أهل بيت النبيّ ، وفي دارنا مهبط جبرئيل ، ونحن خزّان علم الله ، ونحن معادن وحي الله ، من تبعنا نجا ، ومن تخلّف عنّا هلك ، حقّاً على الله عزّ وجلّ.
وأهل البيت هم أحسن الحديث وحديثهم من أحسن الأحاديث ، كلامهم نور وأمرهم رشد ووصيّتهم التقوى وفعلهم الخير وعادتهم الإحسان .

1 ـ وقال المفضّل : قال أبو جعفر(عليه السلام): إن حديثنا صعب مستصعب ذكوان أجرد لا يحتمله ملک مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، أمّا الصعب فهو الذي لم يركب بعد، وأمّا المستصعب فهو الذي يهرب منه إذا رأى ، وأمّا الذكوان فهو ذكاء المؤمنين وأمّا الأجرد فهو الذي لا يتعلّق به شيء من بين يديه ولا من خلفه وهو قول الله (اللهُ نَزَّلَ أحْسَنَ الحَدِيثِ ) فأحسن الحديث حديثنا لا يحتمله أحد من الخلائق أمره بكماله حتّى يحدّه لأنّه من حدّ شيئآ فهو أكبر منه والحمد لله على التوفيق والإنكار هو الكفر .

2 ـ نهج ، ]نهج البلاغة [ قال أمير المؤمنين(عليه السلام): إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا عبد امتحن الله قلبه للإيمان ولا تعي حديثنا إلّا صدور أمينة وأحلام رزينة .

 قال أبو جعفر (عليه السلام): قال رسول الله  9: إنّ حديث آل محمّد صعب مستصعب لا يؤمن به إلّا ملک مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، فما ورد عليكم من حديث آل محمّد صلوات الله عليهم فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه ، وما اشمأزّت قلوبكم وأنكرتموه فردّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمّد  :، وإنّما الهالک أن يحدّث بشيء منه لا يحتمله فيقول : والله ما كان هذا شيئآ، والإنكار هو الكفر.

والمقصود من الحديث (وأمرهم ) هو الولاية ، فلمّا عرضت على الملائكة لم يتحمّلها ولم يقبلها حقّ القبول إلّا ملک مقرّب ، ولمّا عرضت على الأنبياء لم يطق حمل ثقلها إلّا المرسل ، ولمّا عرضت على العباد لم يتحمّلها إلّا مؤمن امتحن الله قلبه في مواطن بالإيمان .

ويبدو لي أنّ إعطاء الخمس من مظاهر هذا الامتحان الإلهي ، فمن أعطى الخمس بطيب نفسه وابتهاج وسرور، فإنّ ذلک من علامات الإيمان ، ولا يصبر عليه إلّا ممتحن قلبه للإيمان ، ومن لم يعطِ خمسه من ماله كيف يعطي نفسه عند ظهور إمام زمانه ؟!

عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‏السلام قال : سمعته يقول : من اشترى شيئا من الخمس لم يعذره اللّه‏ ، اشترى ما لا يحلّ له . عن عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر عليه‏السلام ، قال : قرأت عليه آية الخمس فقال : ما كان للّه‏ فهو لرسوله وما كان لرسوله فهو لنا ، ثمّ قال : واللّه‏ لقد يسّر اللّه‏ على المؤمنين أرزاقهم بخمسة دراهم ، جعلوا لربّهم واحدا وأكلوا أربعة أحلاء ،
ثمّ قال : هذا من حديثنا صعب مستصعب لا يعمل به ولا يصبر عليه إلاّ ممتحن قلبه للإيمان

ومن هذا المقام عنوا بقولهم في أخبار متواترة متقدّمة: «إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ نبيّ مرسل أو مَلَك مقرّب أو مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان»، فمن اتّصل بشعاع نورهم فقد عرف نفسه، لأنّه قد عرف عين الوجود وحقيقة الموجود وفردانية ربّ المعبود، فمعرفة النفس هي حقيقة الوجود المقيّد، وهي النقطة الواحدة، التي ظاهرها النبوّة وباطنها الولاية، فمن عرف النبوّة والولاية بحقيقة معرفتهما، فقد عرف ربّه، فمن عرف محمداً وعلياً (عليهما السلام) فقد عرف ربّه...»(

   فقد جاء في كتاب بحار الأنوار للعلاّمة المجلسي (قدس سره)  ، تحت عنوان  : إنّ حديث أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) صعب مستصعب ، وإنّ كلامهم نور يجلي القلوب ويزيل عنها الرين ، ويفتح أقفالها ، وإنّه ذو وجوه كثيرة ، ويحمل بطوناً عديدة ، كالقرآن الكريم ، وفضل التدبّر في أخبارهم ، وفي الباب 116 حديثاً فراجع .

أفرط بعض المتكلّمين والمحدّثين في الغلوّ لقصورهم عن معرفة الأئمة  : وعجزهم عن إدراک غرائب أحوالهم وعجائب شؤونهم ، فقدحوا في كثير من الرواة الثقات لنقلهم بعض غرائب المعجزات حتّى قال بعضهم  : من الغلوّ نفي السهو عنهم أو القول بأنّهم يعلمون ما كان وما يكون وغير ذلک ، مع أنّه قد ورد في أخبار كثيرة : (لا تقولوا فينا ربآ وقولوا ما شئتم ولن تبلغوا)، وورد: (أنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ملکٌ مقرّب أو نبيٌّ مرسل أو عبدٌ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان )، وورد: (لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لقتله )، وغير ذلک ممّـا مرّ وسيأتي .

فلا بدّ للمؤمن المتديّن أن لا يبادر بردّ ما ورد عنهم من فضائلهم ومعجزاتهم ومعالجة اُمورهم ، إلّا إذا ثبت خلافه بضرورة الدين أو بقواطع البراهين أو بالآيات المحكمة أو بالأخبار المتواترة كما مرّ في باب التسليم وغيره .
 
أنّ المعرفة من الكلّي التشكيكي لها مراتب طولية وعرضية تختلف بالشدّة والضعف ، وأنّها إمّا معرفة جلالية ظاهرية أو جمالية أو كمالية.

فصاحب المعرفة الجلالية يرى الغلوّ في معتقدات صاحب المعرفة الجمالية أو الكمالية .

سيّدي ومولاي ، بأبي أنت واُمّي ونفسي وأهلي ، إذا كان أمر الإمامة هكذا ، ويعجز الناس بكلّ طبقاتهم عن وصف شأن من شأن الإمام (عليه السلام) ، أو فضيلة من فضائله ، فكيف يوصف بكلّه أو ينعت بكنهه أو يفهم شيء من أمره ؟ ! إذا كان هو بمنزلة النجم بعيداً عن يد المتناولين ووصف الواصفين ! فكيف بالولاية العظمى فإنّها من الصعب المستصعب الذي لا يتحمّله إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه بالإيمان ، وأنّى لنا أن نعرف الولاية وندرك حقيقتها وجوهرها ؟ ! هيهات هيهات ...

وإذا عرفنا الشيء القليل ( وَما اُوتيتُمْ مِنَ العِلـْمِ إلاّ قَليلا ) فإنّما هو ببركة كتاب الله الكريم ، فإنّ الله سبحانه وتعالى بلطفه الجسيم دلّنا على عظمة الولاية وأرشدنا إليها ، إنّما هو بلطف ما جاء في سنّة نبيّنا الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) ، فإنّه كلّمنا على قدر عقولنا ، فأظهر بعض الحقائق عن الولاية ، وأشار إلى بعض آثارها القدسيّة في الدنيا والآخرة ، إنّما هو بلطف ما جاء في أقوال وروايات أئمتنا الأطهار أهل بيت رسول الله (عليهم السلام) ، فهم الذين عرّفونا الشيء النزير عن بعض مقاماتهم النورانيّة ، ووجودهم القدسي ، وأنّ الولاية جوهرة كنهها الربوبيّة ، وأ نّها تجلّيات أسماء الله الحسنى وصفاته العليا ، وأ نّه لا فرق بينهم وبين الله إلاّ أ نّهم (عليهم السلام)عباد الله المكرمون ، كما جاء في التوقيع الشريف من الناحية المقدّسة صاحب الزمان (عليه السلام)ـ من أدعية شهر رجب ـ: «اللهمّ إنّي أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك المأمونون على سرّك المستبشرون بأمرك الواصفون لقدرتك المعلنون لعظمتك ، أسألك بما نطق فيهم من مشيّتك جعلتهم معادن لكلماتك وأركاناً لتوحيدك وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كلّ مكان يعرفك بها من عرفك ، لا فرق بينك وبينها إلاّ أ نّهم عبادك وخلقك فتقها ورتقها بيدك بدؤها ورتقها بيدك ، بدؤها منك وعودها إليك ، أعضاد وأشهاد ومناة وأذواد وحفظة وروّاد ، فبهم ملأت سمائك وأرضك حتّى ظهر أن لا إله إلاّ أنت ، فبذلك أسألك وبمواقع العزّ من رحمتك وبمقاماتك وعلاماتك أن تصلّي على محمد وآله وأن تزيدني إيماناً وتثبيتاً ...»

روى العلّامة المجلسي في الأربعمائة ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم ممّا ينكرون ، ولا تحملوهم على أنفسكم وعلينا، إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ملک مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد قدامتحن اللّه قلبه للإيمان ».

فأمر الولاية وأحاديث أسرارهم ، وحقيقة خلقتهم وبواطنهم ، من الصعب المستصعب ، الذي لا يتحمّله من الناس ، إلّا من كان مؤمنآ حقآ، قد امتحن اللّه قلبه بالإيمان ، ومن الطبيعي أنّ الناس أعداء ما جهلوا، ومن لم يكن مؤمنآ، وكان في قلبه مرض ، وفي نطفته خلل وشبهة ، فإنّه ينكر فضائل أهل البيت  :، ويرمي ذاكرها بالزندقة والغلوّ، ويضرب بمثل ما في يديه عرض الجدار، ويتّهم كاتبه بما يحاسب عليه يوم القيامة ، فإنّه ما يلفظ من قول إلّا لديه عتيد رقيب .

----------------------------------------------------------------

هذا غيض من فيض من کتب سماحة السيد الوالد ويمکن المراجعة إليها من خلال موقعه الخاص (علوي.نت).

و أقول والله العالم:

خلاصة ما ورد في هذا المقام، أنّ المعارف بالنسبة إلی الإمام تختلف بإختلاف الأفراد، فمعرفة الإمام الحسين عليه السلام بالنسبة إلی الإمام الحسن عليه السلام تختلف مع معرفة السيدة زينب إلی الإمام الحسن عليه السلام، فلکلّ منهم معرفته الخاصة و هذا يتبع مرتبة العارف، فمثل سلمان الذي بلغ ما بلغ في الإيمان والمعرفة، سيختلف مع أبي ذر، و کذلک أباذر سيختلف مع من دونه، و هکذا.
فمعرفة سلمان بالنسبة إلی الإمامة في نهاية علوّها فلايتحمله مثل أبي ذر، فربّما يعتبره غلو في شأن الإمامة ويهدر دمه ويقتله، ولهذا الأئمة عليهم السلام يعطون المعارف إلی أهلها بمقدار عقولهم و درکهم.

هذا وللکلام تتمة والله العالم
محمد العلوي
التاريخ: [١٤٤٠/١١/١٥]     تصفح: [2069]

ارسال الأسئلة