ارسال الشبه والاسئلة السريعة
تحدیث: ١٤٤٦/١/٩ السیرة الذاتیة کتاب.رساله مقاله.شعر الصور دروس محاضرات أسئلة أخبار الاتصال
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف المقالات احدث المقالات المقالات العشوائية المقالات الاکثرُ مشاهدة

احدث المقالات

المقالات العشوائية

المقالات الاکثرُ مشاهدة

المغالطة الکماليّة!!! رداً علميّاً کلاميّاً علی مقولة السيد کمال الحيدري بالنسبة إلی کفر أهل السنة.



المغالطة الکماليّة!!!


رداً علميّاً کلاميّاً علی مقولة السيد کمال الحيدري بالنسبة إلی کفر أهل السنة.

width=

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله و صلّی الله علی سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أمّا بعد:


فإنّ مقولة السيد کمال الحيدري في الدقيقة ( 25,39) ونصّها: (هذا أقوله بتعبير ال ال الإصطلاح الحوزوي بضرسٍ قاطع، يعني أقطع في ما أقول، لا يوجد، لا يوجد عالمٌ شيعيٌ إثنى عشري، إلّا ويحكم بكفر المسلمين جميعاً باطناً، نعم يختلفون ظاهراً أيضاً بحکم الکفّار لو بحکم المسلمين، بعضهم يقول حتّی ظاهراً بحکم ماذا؟ الکفار، کصاحب الحدائق يقول محکومون بالکفر الدنيوي والنجاسة الدنيوية، فهم في حکم الکلاب والخنازير، هذا صاحب الحدائق ويصرّح بها، والبعض الآخر اللي هو الرأي المشهور الآن، کالسيد الخوئي وغير السيد الخوئي من أعلامنا، كلّ فقهائنا، يقولون نحکم بإسلامهم الظاهري وإلّا بحسب الباطن وبحسب الحشر الأخروي وبحسب البعد الكلامي، إتّفقت كلمة علماء الشيعة على كفرهم)


هذه المقولة، من مقولات السيد کمال الحيدري علی قناة العراقية الإخبارية (وهي قناة علمانيّة وبإدارة أهل السنة في الغالب وليست دينيّة أو حوزويّة أو شيعيّة) وفي ضمن برنامج مسلسل بعنوان (الدين والعلمانيّة).
وبيّن السيد کمال الحيدري في هذا البرنامج، بما يعتقده الشيعة من کفر أهل السنة والجماعة بکافة فرقهم وطوائفهم باطناً، ومن ثمّ ضجّت عليه الحوزات العلمية في أغلب البلاد وسواء في النجف الأشرف أو قم المقدسة، وأصدرت الفتاوی والبيانات علی بطلان مقولته، وذلک بواسطة الوکلاء أوتلامذة المراجع العظام في الحوزات العلمية، منهم آية الله العظمی السيستاني دامّ ظلّه وخلال تلميذه السيد منير الخبّاز وآية الله السيد القائد الخامنه اي دامّ ظلّه ووکلائه کالشيخ الأراکي والشيخ أسد قصير وکذلک جامعة المدرسين في قم المقدسة وممثّلها الشيخ اليزدي و...


والکلّ صرّحوا ببطلان کلام السيد کمال الحيدري، بأدلة مختلفة منها: الفتوی بالإسلام الظاهري والواقعي لأهل السنة للإمام السيد السيستاني دام ظلّه، ومنها: إثبات الکفر الباطني لمن أنکر الإمامة عن علمٍ وسماه الشيخ أسد قصير في قناة الکوثر الفضائية بالکفر الجحودي، ومنها: الإعتقاد بأنّ (ما اقترفه هذا الرجل من بدع وأكاذيب، يثبت أنّه فاسق مبتدع دجّال، فيجب على جميع المسلمين البراءة منه وأن يعاملوه معاملة الفاسقين المبتدعين، ويحرم عليهم التعاون معه والترويج له، أو دعمه بأيّ لون من ألوان الدعم والتأييد، ومن يفعل ذلك فإنّه من المجرمين) وهي في ضمن بيان الشيخ محسن الأراکي، ومنها: (أنه لا يمتلك الاستقامة والانضباط المطلوب في الدراسة، ولم يصل إلى حد الكفاية والاستيعاب من اساتذته. ودوره البارز في أحد البرامج على قناة الكوثر كذلك لم تكن بمستوى علميته وإنما بواسطة المعلومات والمستندات التي وُضِعَت بين يديه من خلال فريق متخصص في هذا المجال، وكان هو في واجهة الامور ويقوم بتنفيذها لوحده.) وهي في ضمن بيان جامعة المدرسين في قم المقدسة، ومنها: بيان الفرق بين الکفر الباطني المصطلح وهو النفاق الدنيوي، والکفر الأخروي وهو النتيجة الأخروية و...


أمّا مع القول بصحة بعض هذه الأدلة علی بطلان کلام السيد کمال الحيدري في الجملة، ولکن لم يتعرض أحدّ إلی بيان المغالطة الخفيّة الذکيّة في ضمن هذه المقولة، وهي أنّ الکفر الباطني (بمعنی الکفر الأخروي وهو ما قصده السيد الحيدري) فإنّها من معتقدات جميع أصحاب الأديان والنحل والمذاهب والفرق بعضهم لبعض، ولا ينکرها أحد إلّا من آمن بنظرية تعدد الصراطات وأنّهم کلّهم علی حقّ وفي الصراط المستقيم وماشابه ذلک، وإلّا فأساس الشرايع السماوية والأديان بُنيت علی بطلان غيرها أو فسخ السابق باللاحق ومعنی ذلک أنّ الإيمان بالشريعة السابقة غير صحيح مع وجود الشريعة اللاحقة، وبطلان من لم يعتقد بمعتقداتها بعد إثبات حقّانيتها وصدقها أو بعد نسخها بالدين الجديد الحقّ وأخيراً دين الإسلام (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران:85]، فهذا ما لا ينکره أحد من علماء الأديان، فکلّ أصحاب دين أو مذهب أو فرقة يعتقدون بحقّانية أنفسهم ومتابعيهم، وبطلان غيرهم، وإلّا لما کان من حقّهم أن يعتقدوا بدينهم أو يروّجون مذهبهم، وهذا هو الکفر الأخروي الذي لا أثر له في الدنيا، وإنّما جزائه وعقابه سيکون في دار الأخرة فقط وبيد الله ومن فعله جلّ جلاله وحسب، ولا يحقّ لأحد في الدنيا أو لأي فرقة ونحلة، أن يجري الحدود علی هذا النوع من الکفر، وهذا ما يصرَّح به في جميع الأديان والمذاهب.


أمّا الکفر الظاهري، فهو الذي له آثار دنيوية کالإرتداد والنجاسة ووجوب القتل و...، وهو الذي يُصرّح به بعض أهل السنة کالوهابية بالنسبة إلی الشيعة دائماً، وهو الذي لا يعتقد به الشعية بالنسبة إلی جميع أهل السنة إلّا النواصب والمحاربين منهم.


وإلی هذا المعنی وردت جملة من الآيات الکريمة، فإنّ اليهود من أهل الکتاب يرون النصاری ليسوا علی شيء من الحقّ والحقيقة، وکذلک العکس وکذلک المشرکون بالنسبة إلی المسلمين وکذلک المسلمون بالنسبة إلی اليهود والنصاری والمشرکين، فمن الأوّل قوله تعالی: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) [بقرة:113]، ومن الثاني قوله تعالی: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) [المائدة: 68]، فيقول المسلم لأهل الکتاب من اليهود والنصاری لستم علی شيء من الحقّ والحقيقة إلّا أن تقبلوا من في التوراة والإنجيل غير المحرفين، وهذا يعني أنّه نعتقد أنّهم ليسوا علی الحق ألّا أنّه نؤمن بکتب السماء من التوراة والإنجيل ونصدق بالأنبياء موسی الکليم وعيسی المسيح عليهما السلام ولکن أهل الکتاب يعتقدون أنّ المسلمين ليسوا علی شيء کما لا يؤمنون بالقرآن الکريم وهذا هو الفارق بيننا وبين أهل الکتاب وکذلک الأمر في فرق المسلمين، فإنّه إذا ورد عن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم: (إِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ بَعْدِي عَلَى ثَلاَثٍ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً فِرْقَةٌ مِنْهَا نَاجِيَةٌ وَ اِثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِي اَلنَّارِ) (الخصال ج ۲ صفحة ۵۸۵)، فهذا بإعتبار الآخرة ستکون إثنان وسبعون فرقة من الهالکين، وهذا ما يعني الکفر الباطني فإنّ علمه وفعله بيد الله سبحانه، فکما قال عزّ وجلّ: (فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) [بقرة: 113] وما في الدنيا فإنّا بحسب الأدلة النقلية من الکتاب والسنة، نحکم بطهارة المسلمين سنة وشيعة والتسالم والتوارث بينهم إلّا من خرج بالدليل کالمجسمة والخوارج والنواصب والغلاة، فإنّه في الفقه الجعفري وفي ضوء مذهب أهل البيت عليهم السلام وبحسب ما ورد في الأدلة اللفظية والإجماع بقسميه المحصّل والمنقول، نحکم بنجاستهم والمرتد في أحد قسمية يحکم بقتله سلامة للمجتمع من الفساد العقدي ولغيره من العلل والحکم.


وهاهنا هي المغالطة الکماليّة، وهي الإعتقاد بتکفير أهل السنة للشيعة وتکفير الشيعة لأهل السنة، ولا يلتفت الأخ أو لا يبيّن بصراحة، بأنّ تکفير الشيعة لأهل السنة ممّا لا أثر له في الدنيا، ومن ثمّ لا يوجب القتل والذبح والإحراق و... أمّا تکفير بعض أهل السنة للشيعة، موجب للقتل والذبح والنجاسة وميتة ذبيحتهم وعدم الصلاة خلفهم والخروج عن الدين و...


وعلی هذا فلابدّ في حين بيان عقائد الشعية والسّنة مثلاً، من وحدة الموضوع ووحدة الفتوی فإنّ الحکم تابع للموضوع نفياً وإثباتاً، وهذا ما يعرفه صغار الطلبة في الحوزات العلميّة، ولکن يری في هذه المقولة عدم الإتحاد والوحدة بين الموضوعين، لأنّ فتوی الوهابية من أهل السنة بکفر الشيعة ظاهريّة وأثارها دنيويّة، ولکن فتوی الشعية بکفر أهل السنة أخروية، ولا أثر لها في الدنيا أبداً.


ولا يحقّ لأحدّ أن يقيس ذلک بهذا، لأنّه من القياس مع الفارق وهو باطل.
أذاً تعتقد الشيعة والسنة بالکفر الأخروي إجمالاً، ولا فرق بينهم من هذه الناحية، کما لا فرق بينهم وبين جميع الأديان والمذاهب في هذا الموضوع وهذا ثابت في محلّه ولا نزاع فیه أصلاً، حتّی يجب بيانه في قناة علمانية فضائية، ولکن يختلف الشيعة مع أهل السنة بالکفر الظاهري، حيث يعتقد بعض أهل السنة بکفر الشيعة ونجاستهم وخروجهم عن الإسلام وانّهم روافض ووجوب قتلهم وذبحهم کما عليه الداعشيين المعاصرين، ولکن الشعية يعتقدون بإسلام أهل السنة وطهارتهم وجواز المعاشرة معهم وحرمة قتلهم ووجوب إکرامهم والصلاة خلفهم ولو من باب التقية امداراتيّة للتعايش السلمي والاخوي والإنساني و...


مع أنّ هذا بخلاف ما هو المتفاهم العرفي من کلام السيد الحيدري، فإنّ العرف العام الشيعي والسني، لا يفرّق بين الکفر الدنيوي والکفر الأخروي، ويستنتج من هذه المقولة الکماليّة الناقصة والمثيرة للفتن، تکفير الشيعة لجميع أهل السنة، وهذا ما يسبّب المشاکل والفتن بين الشيعة والسنة ویستوجب بروز الشبهات بين الشباب في هذا المجال کما حدث ومع الأسف الشديد.


وفي الختام:
إنّ العاقل والعادل والحکيم، من وضع الأشياء في مواضعها، کما ورد في الأخبار في تعريف العقل والعدل والحکمة، فالقياس بين تکفير بعض أهل السنة للشيعة بالکفر الدنيوي والأخروي، وبين تکفير الشيعة للسنة بالتکفير الأخروي، من القياس الباطل، وخصوصاً طرح ذلک وعلی الملأ العام بما فيه کثرة العوام وعلی الفضائيّات بما فيه من الأعداء ومن يتصيّد في الماء العکر ولا سيّما في الأيام الوحدة الإسلاميّة وفي رحاب المولد النبويّ الشريف وخصوصاً في القناة العراقيّة العلمانيّة و.... من الباطل وهذا ما يذکرني بمقولة السيد الوالد حفظه الله في إحدی إجاباته بالنسبة إلی السيد کمال الحيدري، أنّ (علمه أکثر من عقله) وحقاً.


والسلام علی من إتّبع الهدی وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّی الله علی محمد وآله الطاهرين.


هذا والله العالم بحقائق الأمور
السيد محمد بن السيد عادل العلوي




--------------------------------


السلام عليكم سماحة السيد الفاضل (حفظكم الله)
(نشكركم جزيل الشكر على هذا التوضيح الرائع لبيان معنى الكفر الظاهري والكفر الباطني الاخروي... لكن بقية نقطة واحدة ارجو توضيحها ان امكن وهي في فتوى سماحة السيد السيستاني (دام ظله) وهي انه يحكم باسلام اهل السنة الواقعي فهل يعني بالواقعي انه لايرى كفرهم الاخروي وأنهم معذورون ويدخلون الجنة كلٌ حسب عمله او ماذا يقصد بذلك؟ جزاكم الله خيرا وأدام وجودكم... 
سعد العقابي 


الجواب:
عليکم السلام ورحمة الله

يبدوا لي والله العالم أنّ فتوی آية الله العظمی السيد السيستاني حفظه الله في غاية الدقة وأثبت السيد السيستاني بها إسلام أهل السنة في الدنيا وفي الواقع الخارجي وهو الؤسلام في هذه الدنيا وبحسب المباني الإسلامية ولا ترتبط الفتوی بالکفر الأخروي أصلاً.

هذا إجمال الکلام والتفصيل في محله إن شاء الله.

والله العالم بحقائق الأمور
محمد العلوي

ارسال الأسئلة