ارسال الشبه والاسئلة السريعة
تحدیث: ١٤٤٦/١/٩ السیرة الذاتیة کتاب.رساله مقاله.شعر الصور دروس محاضرات أسئلة أخبار الاتصال
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف المقالات احدث المقالات المقالات العشوائية المقالات الاکثرُ مشاهدة

احدث المقالات

المقالات العشوائية

المقالات الاکثرُ مشاهدة

«فأردت» «فأردنا» و «فأراد ربّک»ما هو سبب إختلاف العبارة بين هذه الآيات؟

«فأردت» «فأردنا» و «فأراد ربّک»ما هو سبب إختلاف العبارة بين هذه الآيات؟

بسم الله الرحمن الرحيم
(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفينَةٍ غَصْبًا).
(وَأَمّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَن يُرْهِقَهُما طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكوةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا).
(وَأَمَّا الْجِدارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُما وَكَانَ أَبُوهُما صالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِن رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسطِع عَلَيْهِ صَبْرًاً).
اِنّ في قصة الخضر و موسی÷ و في قوله تعالي ( فأردت ) ( فأردنا ) ( فأراد ربّك ) و في معني الإرادة و كيف نسبت تارة للخضر نفسه و أخري نسبت إلي الله والخضر و أخري اختصت بالله سبحانه، إحتمالات و أقوال قد ذكرت بالتفصيل في الروايات والتفاسير وبعض الکتب العرفانيّة و لابدّ من المراجعة إليها، ولکن أقول إجمالاً والله العالم: 
منها: إنّما إختلفت التعابير للأسباب البلاغيّة في ظاهر القرآن الکريم و بما يتعلق بسياق الآيات و ما فيها من الحوادث.
ومنها: أنّ الإرادة الأولی تتعلق بقضية فيها عيب ظاهري وإفساد في الظاهر ولذا الخضر× نسبها إلی نفسه تأدّباً و الإرادة الثانية فيها الشرّ و الخيرو ذلت، إفساد من حيث الفعل وإنعام من حيث التبديل و لهذا نسبها إلیه و إلی الله والإرادة الثالثة فيها الخير والإنعام المحض و لهذا نسبها إلی الله تعالی.
ومنها: أنّ في الأولی، الخضر× عمل بعلمه و عقله لأنه أمر ظاهري ولا يحتاج إلی وحي من الله، وفي الثاني علم أوّلاً وأوحی الله إليه ثانياً، لأن فيه جانب ظاهري و هو کفر الولد وجانب وحياني و هو کفر الوالدين في المستقبل وهذا من الإخبار بالمستقبل ويحتاج إلی الوحي، وأمّا الأمر الثالث فإنه من الوحي تماماً، لأنّه من العلم بالغيب وخضر لم يعلمه إلّا بأمر ووحي من الله.
ومنها: يحتمل أن تکون هذه التعبيرات من البلوغ الفکري للخضر×، أي في الأولی قال أردت فألهم إليه بأنّه لم تکن إرادتك مستقلة من دون ارادة الله و لهذا في الثانية قال أردنا و ألهم مرّة أخری بأنّه لم تکن لك إرادة في مقابل ارادة الله ولهذا في المرتبة الثالثة، وصل إلی التوحيد الأفعالي و قال أراد الله و ذلك من باب (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ).
ومنها: يحتمل أن تکون هذه المراتب الثلاثت في الإرادة تعبّر عن ثلاث مراتب في الإتحاد الوجودي مع الله، قال الخضر×  في الأولی أردت لأنّه كانها  یری بينه و بين الله من فاصل و يعبّر عنه بمقام عين الجمع، وقال في المرتبة الثانية أردنا، حتّی يشير إلی مقام الصفات وقال في المرتبة الثالثة أراد الله حتی يشير إلی مرتبة الحدوث في مقابل القديم والإختلاف بينهما (السير النزولي والبعد من مقام الله).
ومنها: ما تفضّل به سماحة الأستاذ السيد عادل العلوي: أنّها تبيّن الحالات المختلفة بين العبد والمولي، أوّلها مرحلة الغناء الکامل للعبد باذن مولاه، بمعنی أنّ کلّ شيء للعبد کما يقول الله (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا) وفي القرض والدَّين،  يکون المال للداين، والمديون هو الفاقد للمال، ولهذا قال الخضر أردتُ هذا في الظاهر و لكن باطنه انما هو بارادة الله و اذنه، ثمّ المرحلة الثانية في العلقة و الارتباط بين العبد و ربه هي ان الله يقول لعبد انت عندك و انا عندي فتعال ان نتبايع فبع نفسك لي بالجنة (مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ) وهي بمعني أنّ لله إرادة ولک إرادة، لأنّ البيع و الشراء يکون بين الطرفين وللبايع متاع و هو الثمن  کما للمشتري متاعه و هو المثمن، ثمّ مرحلة الثالثة مرحلة الوکالة وهي تعني أنّ لک في الجملة متاع ولکن إجعل الله وکيلک في هذا المال، في بيعه و شرائه و التصرف فيه وهذا هو الذي بصلاحک، کما قال (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا)، ثمّ المرحلة الرابعة مرحلة الولاية، بمعنی أنّ لک متاع ولکن أنت ممنوع من التصرف فيه، لأنّک من الذين لم يصلح لهم التصرف في أموالهم ويحتاجون إلی الولي والولاية کالمجنون والصبي وما شابه ذلک، کما قال الله (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ) وهذه المراحل الثلاثة عبّر عنها الخضر في کلامه بأردنا، ثمّ المرحلة الأخيرة الخامسة  وهي الفقر المطلق الذاتي  في حضرة الله سبحانه، بمعنی أنّک لم تملک أيّ شيء وکلّ ما في الوجود وما عندک لله جلّ جلاله وأنت الفقير المطلق والله الغني المطلق، کما قال الله ( يَآ أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، کما قال خضر في نهاية المطاف (أراد الله).
ومنها: أقول والله العالم: أنّها حالات مختلفة لخضر سلام الله عليه، يتبيّن منها، سيره وصيرورته إلی الله عزَّ و جلَّ  والإتّحاد معه في الإرادة والفعل في نهایة الأمر من باب الإتحاد و التجلي، لا وحدة الوجود الذاتي، لبطلانه، فلمّا عمل عملاً صالحاً في الأولی نسبه إلي إرادته و لكن في العمل الثاني، فتوجه إلی ربّه و تقرّب اليه، بنحو يري ارادته في جنب ارادة الله سبحانه فنسب الارادة اليه و الي ربه و في سيره الصعودي و معراجه، رأی الله وحده و ليس في الدير  ديار الا هو، فنسب الارادة الي الله سبحانه، فقال أراد الله (السير الصعودي والقرب إلی مقام الله).
 وهذا إن دلّ علی شيء، إنمّا يدلّ علی أنّ بيننا وبين الله خطوتين فقط، والخطوة الثالثة إنّما تکون في حضرة الله ولايمکن ذلک إلّا بالعمل الصالح.
ومنها: أقول في وجه آخر والله العالم: أنّ الإرادة البشريّة ربّما تسبب الشرّ الظاهري و إن کان من ورائه خير، والإرادة البشريّة مع إرادة الله ربّما تسبب الخير من ناحية و لکن فيها الشرّ من ناحية أخری، أمّا الإرادةً إلهية المحضة، فهي الخير المحض و لاتنتج إلّا الخير المحض، ولابدّ للعبد أن یطلب من الله فقط، ولا يريد إلّا ما أراده الله، وهذا ما يسمّي بمقام الفناء في الله، أي تفني ارادة العبد في ارادة ربه، فلا يريد إلّا ما أراد الله سبحانه .
ويمکن في هذه الآية إحتمالات أخری، ولکن معظمها من الإستحسانات الظنيّة أو كما في لسان العرفاء من الذوقيّات أو الكشف و الشهود، فلابدّ لکلّ منها في مقام الإثبات، من دليلٍ روائي أو قرينة حاليّة أو شهود عرفاني صحيح.


ارسال الأسئلة