عليكم السلام ورحمة الله

التغلب علی الشهوات من الأمور الصعبة خصوصاً للشباب من الرجال والنساء، ولكنها ليست بمحال، لانّ الانسان يولد علی ثلاث قوی، القوة العاقلة والقوة الغضبية والقوة الشهوية، وكما أن الغضب من ذاتيات الانسان وفيه الممدوح والمذموم فالشجاعة من الغضب الممدوح والتهور من الغضب المذموم، وأيضاً الشهوة والشهوات من ذاتيات الإنسان وفيها الممدوح والمذموم، فالشهوة الممدوحة هي التي تتولد من الحلال، وتوجب الحلال، کالشهوة المتولدة من النظر الی الزوجة ولمسها ومحاكاة معها، التي توجب القرب والتقرب إلی الزوجة، أما الشهوة المحرمة فتتولد من الحرام العياذ بالله أو توجب الحرام لاسامح الله، فلابد للتغلب عليها من التغلب علی أسبابها ومناشئها، فالنظر إلی الأجنبية مثلاً من أسباب الشهوة المحرمة، والتفكر في الحرام من أسبابها، و… لابد من ترك هذه الأمور للتغلب علی الشهوة.

ولكن هناك علل وأسباب جسمية وجسدية للشهوة وإثارتها في الفرد، منها أكل الأطعمة والمأكولات الحارة في طبيعتها کالبصل والفلفل الأسود والشطة الحمراء ( قرون الفلفل الأحمر ) والزنجبيل وما شابه ذلك، فلابد من الإجتناب عنها دائماً، ومنها تناول المأكولات والأطعمة والأشربة التي من طبعها البرودة، ومنها الرياضة يومياً لأن الجسد إذا تعب لم تثير الشهوة فيه، ومنها الإشتغال والعمل للإنسان، بحيث يشتغل في تمام وقته اليومي أو أكثر أوقاته، فإن الشهوة لاتثير في حينه، ومنها قرائة الكتب أوالقصص المفيدة دائماً لأن الفكر إذا إشتغل بموضوع أو قصة لايفكر بغيره و… 

وهناك أمر روحانية وأذكار إلهية وأدعية مأثورة ، لابد لنا من التمسك بها دائماً، لكي نتخلص من وساوس الشيطان وخواطره ومن النفس الأمارة بالسوء إن شاء الله، كقرائة زيارة عاشوراء يومياً وصفحات من قرآن وصلاة الليل و…

وهناك أمور للتغلب علی الشهوة ترتبط بما بعد الذنب لاسامح الله، كالإستغفار دائماً وركعتين صلاة الإستغفار بعد الذنب مباشرة و… فإن الحسنات يذهبن السيئات والحسنة بعد السيئة من علامات غفران تلك السيئة والذنب، كما أنّ السيئة بعد الحسنة من علامات بطلان الحسنة لاسامح الله.

ولابد أن نواظب علی هذه الأمور وما شابهها دائماً، عسی أن ينفعنا ذلك بحول الله وقوته، إن شاء الله.

والله العالم بحقائق الأمور

محمدعلي بن السيد عادل العلوي

#السيدمحمدالعلوي