الجواب: 

علیکم السلام ورحمة الله وبرکاته

التواضع ثم التواضع ثم التواضع، فهذا ما هو واجب علی الخادم في هذا المكتب وفي بيت آل البيت عليهم السلام، فمن لاتواضع له، لامكان له في هذا البيت، (بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ النور [36-36]).

وللوصول إلی هذه الصفة العالية وهي صفة الأنبياء والأولياء والعلماء، لابد أن نعلم ويعلم ويتيقن الخادم أولا أن الخدمة لاتكون إلا لنفسه إما لدنياه وإما لآخرته وإما لكليهما كما قال الله تبارك وتعالی في آيات مختلفة منها (وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ فاطر [18-18]).

فمن عمل لنفسه، لاتأخذه الغرور والعجب، ولايتوقع الأجرة والشكر من الآخرين ويتواضع لهم لأنهم السبب لوصوله إلی مطلوبه، ومن علم بأنه لايعمل إلا لنفسه، فلا تأخذه الغرور والعجب.

وثانيا لابد أن لايری الإنسان بأنه خرج بعمله وبخدمته عن حد التقصير وهذا ما يتولد منه الغرور والعجب أيضا، لأن الغرور والعجب تتولد من أمرين وخصلتين كما قال الإمام الصادق عليه السلام في الرواية الشريفة حيث قال عليه السلام: قال إبليس لعنه الله لجنوده: إذا استمكنت من ابن آدم في ثلاث، لم أبال ما عمل فإنه غير مقبول منه، إذا استكثر عمله، ونسي ذنبه، ودخله العجب.

فمن إستقل عمله فيجتهد في الحصول علی الأكثر منه ومن إستكثر ذنبه يجتهد أن يجبره بعمل خير، ومن إجتهد في عمله سيصل إلی التواضع والتقوی والورع كما قال أمير المؤمنين عليه السلام؛ أعينوني بورع وإجتهاد.

ومن علامات التواضع والوصول إليه، أمور ثلاثة كما قال مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام:( ثلاثٌ هنَّ رأسُ التّواضُعِ: أن یبدَأَ بالسّلامِ مَن لَقِیهُ، و یرضی بالدّون من شَرَفِ المجلِسِ، و یکرِهُ الریاءَ والسمعه. کنزالعمال، حدیث ۸۵۰۶) فلابد أن يأتي بهذه الثلاثة من دون تعب ومشقة وتفصيله في محله إن شاء الله.

والله العالم بحقائق الأمور

محمدعلي بن السيد عادل العلوي

#محمدعلي_بن_السيد_عادل_العلوي

www.mAlawy.net

https://t.me/malawy_ir