الجواب؛

عليكم السلام ورحمة الله

لابد من الوصول إلی الفرح والسرور في کلّ عمل عبادي، حتی یستلذ المكلّف من تلک العبادة، وهذا لایمكن الا بعد أن تحلّ تلك العبادة وذلك العمل، مشکلة من مشاكل العبد الدنيوية أو الأخروية، وذلك لا يكون الا بعد العلم بفوائد ذلك العمل التعبدي في الدنيا أولاً وفي الآخرة آخراً.

فالنشاط في العلم والعمل يتولد من الفرح والسرور، والفرح من نتائج اللذة ولا يستلذ السالك الا بعد العلم بالفوائد والآثار ولا نصل الی هذا العلم الا من خلال الآيات القرآنية والأحادیث الشریفة والإخلاص في العمل والتقوی والورع فإن العلم نور يقذفه الله في قلب من یشاء، وبالإخلاص يكون الخلاص.

فحينئذٍ، یتعلّم المتعلّم ذلك العلم الدنيوي، الذي يحسبه نافعاً لدنياه، وكلّما كان ذلك النفع أكثر، فيزداد النشاط في المتعلم أكثر فأكثر، رغم صعوبة ذلك العلم أحياناً، كالعلوم الهندسية والرياضية للمهندس مثلاً، وهكذا في العلوم الدينية، والأعمال العبادية، فلابد من الوصول إلی آثار وفوائد الصلاة مثلاً، حتی نستلذ من صلاتنا ثانياً، ولابد من الوصول إلی آثار وفوائد العلوم العقائدية مثلاً، حتی نستلذ من تلك العلوم وتعليمها أو تعلمها، والكلام الكلام في العلوم العقلية والأخلاقية والفقهية و…

أمّا الملكة، فهي قوة نفسانية في العبد تحصل بالمداومة والتكرار والإستمرار في الذكر والعمل، فإن التكرار عامل أساسي في حصول الملكات النفسانية، ولابدّ أن يكون التكرار في الزمان والمكان والحواس الخمسة و… مثلاً بقدر الإمكان، حتی يصل الذاكر إلی ذلك التركیز المطلوب.

والتركیر هو الإطمئنان في القلب، كما قال الله سبحانه وتعالی: (ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ)

الرعد [28-28].

أمّا التقوی، فهي من الملكات النفسانية لاتحصل الا بالنظم، كما قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: أوصيكم بتقوی الله ونظم أمركم، والنظم هو التكرار في الأعمال اليومية التعبدية والتوصلية، والتكرار هو ترك الذنوب والمعاصي دائماً، ومن یحافظ علی صلواته المفروضة اليومية مثلاً في زمانها ومكانها و… فهو متقي ومنظم في الصلاة، ومن یواظب علی لسانه في تعامله مع أهله دائماً، فهو متقي ومنظم في  لسانه، ومن يحفظ عينه من النظر إلی الحرام، فهو متقي ومنظم في نظره و…

هذا إجمال الكلام في المقام

والله العالم بحقائق الأمور

محمدعلي بن السيد عادل العلوي

#السيدمحمدالعلوي