الجواب؛

سلام عليكم

هذه الرواية الشريفة قد وردت في كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي رحمه الله وهو من أهم الكتب الشيعية عندنا، فقد قال أميرالمؤمنين عليه السلام؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قال: " لا إله إلا الله " تفتحت له أبواب السماء، ومن تلاها ب‍ " محمد رسول الله " تهلل وجه الحق سبحانه واستبشر بذلك. ومن تلاها " علي ولي الله " غفر الله له ذنوبه، ولو كانت بعدد قطر المطر)(الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن جبرئيل القمي - الصفحة ٢٣).

والتهلل بمعنى التلألؤ، ومعنى الرواية يكون حينئذ تلألؤ وجه الحق، أما الكلام كله في وجه الحق، فقد ورد في الروايات الشريفة في تفسير الآيات القرآنية؛ (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ) و(یبقَی وَجْهُ رَبِّک ذوالجلالِ والاکرامِ)، بأن وجه الحق إما أن يكون المراد منه دين الله؛

إما أن يكون المراد منه الأنبياء والأوصياء، فعن أَبَا الصَّلْتِ قَالَ؛ (قُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام ... یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، فَمَا مَعْنَی الْخَبَرِ الَّذِی رَوَوْهُ أَنَّ ثَوَابَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ النَّظَرُ إِلَی وَجْهِ اللَّهِ فَقَالَ علیه السلام؛ یَا أَبَا الصَّلْتِ مَنْ وَصَفَ اللَّهَ بِوَجْهٍ کَالْوُجُوهِ فَقَدْ کَفَرَ وَ لَکِنَّ وَجْهَ اللَّهِ أَنْبِیَاؤُهُ وَ رُسُلُهُ وَ حُجَجُهُ علیهم السلام، هُمُ الَّذِینَ بِهِمْ یُتَوَجَّهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ وَ إِلَی دِینِهِ وَ مَعْرِفَتِهِ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ وَ یَبْقی وَجْهُ رَبِّکَ وَ قَالَ عَزَّوَجَلَّ کُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ فَالنَّظَرُ إِلَی أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ حُجَجِهِ علیهم السلام فِی دَرَجَاتِهِمْ ثَوَابٌ عَظِیمٌ لِلْمُؤْمِنِینَ یَوْمَ الْقِیَامَهًِْ وَ قَدْ قَالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه وآله: مَنْ أَبْغَضَ أَهْلَ بَیْتِی وَ عِتْرَتِی لَمْ یَرَنِی وَ لَمْ أَرَهُ یَوْمَ الْقِیَامَهًِْ وَ قَالَ صلی الله علیه و آله: إِنَّ فِیکُمْ مَنْ لَا یَرَانِی بَعْدَ أَنْ یُفَارِقَنِی، یَا أَبَا الصَّلْتِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَا یُوصَفُ بِمَکَانٍ وَ لَا یُدْرَکُ بِالْأَبْصَارِ وَ الْأَوْهَام).

إما أن يكون المراد منه رسول الله صلى  الله عليه وآله، فعن الإمام الصّادق علیه السلام؛ (مَنْ أَتَی اللَّهَ بِمَا أُمِرَ بِهِ مِنْ طَاعَهًِْ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله فَهُوَ الْوَجْهُ الَّذِی لَا یَهْلِک).

وإما أن يكون المراد منه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فعن الإمام الصّادق علیه السلام قَالَ؛ (کُلُّ شَیْءٍ هَالِکٌ إِلَّا مَا أُرِیدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ وَ وَجْهُ اللَّهِ عَلِیٌّ).

وإما أن يكون المراد منه أهل البيت عليهم السلام بأجمعهم، فعن الإمام الصّادق علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ کُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ قَالَ؛ (نَحْنُ)، وعن الإمام الباقر علیه السلام؛ (نَحْنُ الْوَجْهُ الَّذِی یُؤْتَی اللَّهُ مِنْهُ لَمْ نَزَلْ فِی عِبَادِهِ مَا دَامَ اللَّهُ لَهُ فِیهِمْ رَوِیَّهًٌْ فَإِذَا لَمْ یَکُنْ لَهُ فِیهِمْ رَوِیَّهًٌْ رَفَعَنَا إِلَیْهِ فَفَعَلَ بِنَا مَا أَحَبَّ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ مَا الرَّوِیَّهًُْ قَالَ الْحَاجَهًُْ)، وعن الإمام السّجّاد قَالَ؛ (نَحْنُ الْوَجْهُ الَّذِی یُؤْتَی اللَّهُ مِنْه).

وإما أن يكون المراد منه المهدی عجل الله تعالی فرجه الشریف فقد ورد فِی زیارهًْ القائم عجل الله تعالی فرجه الشریف: (السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا وَجْهَ اللَّهِ الَّذِی لَا یَهْلِکُ وَ لَا یَبْلَی إِلَی یَوْمِ الدِّین).

وإما أن يكون المراد منه الشعة الذين على طريق الولاية والإمامة، فعَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَهًِْ النَّضْرِیِّ قَال؛ (سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ (کُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ)، فَقَالَ؛ کُلُّ شَیْءٍ هَالِکٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَ الطَّرِیقَ الَّذِی أَنْتُمْ عَلَیْهِ).