الجواب؛

سلام عليكم ورحمة الله

ندعوا الله ونسئله في القرآن الكريم: (وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ)، ويجيب الله تبارك وتعالى قبل أن نسئله؛ (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)، فللإنسان طاقة بشرية وطاقة إلهية، فمن كان إنسانا ظلوما جهولا عجولا ضعيفا هلوعا منوعا جزوعا... فلا يتحمل إلا النعمة والإكرام وإذا إبتلى بالخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس، فلايتحمله ولايحتمله، ولايرى ذلك إلا كالعذاب من الله تبارك وتعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ)، ولكن المؤمن الصديق الشهيد المتأله الملكوتي الصابر بالصبر الجميل، فلا يرى ديارا إلا الله تبارك وتعالى ولايسوء الظن بالله وستكون له طاقة ملكوتيه ولو قرض بالمقاريض فلا يراها إلا رحمة من الله تبارك وتعالى حيث قال الإمام الصادق عليه السلام؛ (عَجِبتُ للمَرءِ المُسلمِ لا يَقضي اللّه ُ عَزَّ و جلَّ لَهُ قَضاءً إلاّ كانَ خَيرا لَهُ ، و إن قُرِضَ بالمَقاريضِ كانَ خَيرا لَهُ ، و إن مَلَكَ مَشارِقَ الأرضِ و مَغارِبَها كانَ خَيرا لَهُ).

فالمؤمن لايألم من البلاء الإلهي، ولايرى فيها إلا الخير والثواب وغفران الذنوب ورفع الدرجات، حيث قال الإمام الصادق عليه السلام؛ لَوْ يَعْلَمُ اَلْمُؤْمِنُ مَا لَهُ فِي اَلْمَصَائِبِ مِنَ اَلْأَجْرِ لَتَمَنَّى أَنْ يُقْرَضَ بِالْمَقَارِيضِ)

 وَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ؛ (أَقْبَلَ رَجُلٌ أَصَمُّ وَ أَخْرَسُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اُكْتُبُوا لَهُ كِتَاباً تُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مُسْلِمٍ يُفْجَعُ بِكَرِيمَتِهِ أَوْ بِلِسَانِهِ أَوْ بِسَمْعِهِ أَوْ بِرِجْلِهِ أَوْ بِيَدِهِ فَيَحْمَدُ اَللَّهَ عَلَى مَا أَصَابَهُ وَ يَحْتَسِبُ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ ذَلِكَ إِلاَّ نَجَّاهُ اَللَّهُ مِنَ اَلنَّارِ وَ أَدْخَلَهُ اَلْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّ لِأَهْلِ اَلْبَلاَيَا فِي اَلدُّنْيَا دَرَجَاتٍ وَ فِي اَلْآخِرَةِ مَا لاَ تُنَالُ بِالْأَعْمَالِ حَتَّى إِنَّ اَلرَّجُلَ لَيَتَمَنَّى أَنَّ جَسَدَهُ فِي اَلدُّنْيَا كَانَ يُقْرَضُ بِالْمَقَارِيضِ مِمَّا يَرَى مِنْ حُسْنِ ثَوَابِ اَللَّهِ لِأَهْلِ اَلْبَلاَءِ مِنَ اَلْمُوَحِّدِينَ فَإِنَّ اَللَّهَ لاَ يَقْبَلُ اَلْعَمَلَ فِي غَيْرِ اَلْإِسْلاَمِ).

فنحن ننتخب إما أن نبقى ونكون انسانا ملكيا، أو نتكامل ونكون إنسانا ملكوتيا، فالملكوتي لا يفرح إلا بما أراد الله له ويرى الله قبله وحينه وبعده، أما الملكي لا يفرح حتى بما يختاره لنفسه أبدا، فتأمل.

والله العالم بحقائق الأمور

محمد علي بن السيد عادل العلوي

#محمدعلي_بن_السيد_عادل_العلوي

www.mAlawy.net

https://t.me/malawy_ir